أغسطس ٠٩، ٢٠٠٧

حرية التعبير بين الدين والثقافة والسياسة



أقام منتدى حزب الوفد يوم الأربعاء 8 أغسطس ندوة جماهيرية حول حرية التعبير بين الدين والسياسة والثقافة؛تحدث فيها كل من

صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة،ومحمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب المصريين،وأسامة أنور عكاشة الكاتب والمؤلف ،وعبد المنعم أبو الفتوج أمين عام اتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين، وأدار الندوة الكاتب وحيد عبد المجيد عضو الهيئة العليا بحزب الوفد


فى البداية أكد الكاتب وحيد عبد المجيد أن موضوع حرية التعبير موضوع قديم ولكن لابد من الحديث فيه كل فترة وأخرى من أجل توسيع هامش حرية التعبير ، حيث أن ماكسبته الحرية نظريا على المستوى السياسى خسرته على المستوى الثقافى ، وأن الندوة سوف تحاول الاجابة على 3 أسئلة هى كيف يمكن التوافق بين حرية التعبير وحرية العقيدة؟ ، وكيف يمكن حماية حرية الابداع الأدبى والفنى ؟ ، وماذا نفعل لتجنب قيود جديدة على حرية التعبير؟


تحدث الكاتب أسامة أنور عكاشة مشبها مصر بأنها موضوعة فى قفص من الجبس يمنع الحركة ، وأن أعضاء الحركة لدى الشعب المصرى تذابلت وتساقطت ، وقال أن رقابة الدولة أرحم من رقابة الهيئات مثل المؤسسات الدينية لأن رقابة الدولة يمكن التحايل عليها ، وأن عملية الابداع فى مصر تحولت الى مايشبه السير على حبال السيرك


ونبه الكاتب أن مصر تعرضت وتتعرض لاجتياح وهابى بكافة مؤسساته ، وأن الوهابيين قد أفلحوا فى وهبنة الأزهر عن طريق استقدام علماء الأزهر فى السبعينات والتأثير عليهم ، وأشاد بالفهم المصرى للاسلام موضحا أن الاسلام المصرى اسلام متسامح يقبل الاخر ووسطى وحذر من تعرضه للهجوم عن طريق الوهابية ، وأنه يحس بالتأثير الوهابى فى عادات وتقاليد المصريين الجديدة ضاربا المثل بالعقيقة



بعد ذلك تحدث الكاتب محمد سلماوى وكان من أبرز ماقاله


ان موضوع حرية التعبير موضوع شائك جدا وله خصوصية-

وأن النظام يفخر بأنه لم يقصف قلما وليست فيه رقابة مباشرة ، مع ذلك نجد أن الحياة فى مصر مصابة بالشلل


و أن هناك فجوة بين حرية التعبير والحركة السياسية ، أى أن من يكتب يكتب فقط وليس من مقدوره أن يغير شيئا أو يصيب هدفا ، فهى حرية تعبير وليست حرية تغيير ، حرية كلام وليست حرية حركة


حرية التعبير غير مسبوقة ولكن الرقابة غير مسبوقة أيضا-


وأن المثقف يتعرض لثلاثة أنواع من الرقابة هى الرقابة الرسمية والرقابة الدينية والرقابة المجتمعية وهو مضطر الى أن يحارب فى ثلاث جبهات فى نفس الوقت

ولابد من الفصل بين الابداع والأخلاق العامة فعندما يرسم أحد الرسامين لوحة لامرأة عارية فهذه ليست أخلاق عامة

!!!!! بل هو فكر وفن


وقام بعض الحضور بالتصفيق



بعد ذلك قام وحيد عبد المجيد بتقديم مداخلة د.عبد المنعم أبو الفتوح معتبرا أنها تمثل رأى الاسلام السياسى فى هذا الموضوع

بعد ذلك تحدث د.عبد المنعم أبو الفتوح معترضا فى البداية على مصطلح الاسلام السياسى ، معتبرا أنه يمثل الاسلام الحضارى لأنه أوسع من الاسلام السياسى

وقام بتعريف الاسلام الحضارى بأنه ذلك الفصيل البشرى الذى يعتمد اليات المجتمع المدنى والتغيير السلمى والديمقراطى ويهتم بالانسان كانسان ويعتبر أن المدخل الى الاصلاح هو الانسان نفسه ، وأن أساس التقدم لأى مجتمع هو الانسان

تطرق د . عبد المنعم الى مصطلح الابداع موضحا أن الابداع حالة استثنائية وكونه حالة استثنائية يستلزم عدم فرض أى قيود عليه

موضحا أن الابداع يجب أن يكون حالة من حالات التغيير فى المجتمع وليس الابداع للابداع ، ويجب فى البداية ترك حرية الابداع بدون أى قيود أما طريقة التعامل مع ما ينتجه هذاالابداع فهذه مسألة أخرى

مؤكدا أن هناك قيودا فى كل المجتمعات حتى اكثرها تقدما وهذا ليس عيبا على الاطلاق

وتساءل أبو الفتوح أين البحث العلمى وميزانيته فى مصر ؟ معتبرا أن ذلك الأمر أخطر بكثير من بعض المهووسين الذين لا يمثلون الاسلام الذين أحدثوا حالة من الاشتباك الوهمى بين الاسلام والثقافة والابداع

فالأساتذة تحولوا الى اعطاء دروس خصوصية بدلا من استغلالهم فى البحث العلمى ، معتبرا أن البحث العلمى من أهم العوامل فى نهضة الأمم

وضرب مثالا على ذلك بالغزو الأمريكى للعراق واستهدافه للعلماء والعقول العراقية اما عن طريق التهجير أو القتل

وتساءل أبو الفتوح هل الطالب الذى يتخرج من كلية العلوم ثم يعين كاتبا فى محكمة أليس فى هذا قتلا وتطفيشا للمبدعين؟

وضرب مثالا لحرية التعبير فى التاريخ الاسلامى موضحا أن كبار الأئمة كانوا يعيشون جنبا الى جنب مع الزنادقة ويتحاورون بينهم وبين بعضهم

عقب وحيد عبد المجيد بعد هذه المداخلة متمنيا أن تكون هذه هى الرؤية السائدة فى التيار الاسلامى فى هذه القضية

فى الختام تحدث الكاتب صلاح عيسى ، وكان من أبرز ما قاله مايلى

نحن لدينا مشكلة تتعلق فى توهم البعض احتكار الايمان والوطنية والصواب-

وأن هناك حرية تعبير ولكنها حرية عرفية ، تقوم على سماحة الحاكم وليس على قوانين ثابتة ، فهناك قوانين كثيرة سائدة من الممكن أن تقوم بحبس الصحفيين ولكنها معطلة ولكن تظهر فى الوقت المناسب من أجل من يراد تأديبه

أن الأزهر جامعة لتدريس علوم الدين وليس سلطة دينية-

أن اختلاف العلماء رحمة لذلك لا يجب توحيد الفتوى-

و أن الألفاظ البذيئة والمشاهدالجنسية فى الروايات هى استغلال الحرية لمحاولة القضاء عليهاوليست حصافة من صاحبها

وانتقد موقف الأزهر من روايتى أولاد حارتنا ووليمة لأعشاب البحر وتساءل كم شخص كفر بعد قراءتها ؟ لا أحد

وتطرق الى قانون الارهاب الجديد ودعا الى العمل على عدم استغلاله لانتهاك الحريات

وهنا تدخل الكاتب أسامة أنور عكاشة ورد عليه قائلا (لن يستجيب أحد و سيصدر القانون مثلما يريدون )ا

بعدها استأذن أبو الفتوح وأسامة أنور عكاشة فى الانصراف لانشغالهما وفتح الباب لمداخلات الحضور

وحدثت مشادة خفيفة بين وحيد عبد المجيد وأحد الحضور بسبب قوله أن أسامة أنور عكاشة كافر

وعبر أحد الحاضرين عن دهشته من تخاذل الأحزاب جميعها عن التضامن مع خيرت الشاطر المحال هو ومجموعة من قيادات الاخوان المسلمين الى المحاكمة العسكرية موضحا ان هناك تمييزا فى موضوع حرية التعبير

وأن هناك فرقا بين رقابة المجتمع ورأى المجتمع فمن حق المجتمع ابداء اعتراضه على مايسىء اليه ، ليس مصادرته ولكن من حقه ابداء رأيه وهذا من حرية التعبير أيضا

هذا ومن الجدير بالذكر أن منتدى حزب الوفد يعقد ندوة أسبوعية كل أربعاء فى الساعة الثامنة مساء بمقر حزب الوفد

والدعوة مفتوحة

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

التعبير هو الابداع وفي الوقت الحالي مفيش ابداع فيه تقارير، اراء، حتى الافكار مكررة ومتبلورة وطبعا السبب الرئيسي هو الرقابة
والسبب الاهم اننا اتعودنا على الرقابة دي وبنتأقلم معاها وده اللي قتل الابداع الحقيقي او التعبير
يعني علشان يرجع الابداع لازم الاول نتمرد على الرقابة دي
ازاي بقى التمرد ده
دي مهمة الاعلاميين مش المهندسين
سلامنجا

أحمد بن شلبي تكعيب يقول...

همممم

قشطة
عليك
يا رشيدي ... جامدة يا بني

ما شاء الله .. أولى خطوات الاحتراف

مبارك "ولو انها لا تجوز :D

ربنا يجعلك سبب لخدمة أمته