يونيو ٠٧، ٢٠١١

الشيعة المصريون.. بين مطرقة الرفض الحكومي وسندان العزل الشعبي

في حي الحسين بالقاهرة وعلى مقربة من الجامع الأزهر أكبر منبر للمسلمين السنة في العالم، يوجد مسجد الأنور كما يطلقون عليه، أو مسجد الحاكم بأمر الله، المكان المتعارف عليه لتواجد الشيعة المصريين حيث يؤدون فيه صلاتهم ولا يخلو الأمر من بعض الدروس الدينية والاحتفالات أحيانا، مما قد يؤدي بهم إلى المواجهة مع السلطات التي تمنع تلك الممارسات.

دخلت إلى المسجد، تعرفت على حسين عبد الودود صاحب محل عطارة بالحسين الذي عبر عن غضبه من الدولة لعدم اعترافها بالشيعة رغم أن عددهم في مصر قد يصل لأكثر من مليون شخص, فقال: "يجب أن يتم الاعتراف بنا وأن يرد إلينا اعتبارنا لأننا نتعرض للحصار والتضييق، فالدولة على سبيل المثال ترفض منحنا تصاريح لبناء مساجد، كما أنها منعتنا من إنشاء جمعيات أهلية شيعية".

اتفق معه أحمد الخطاب، شيعي، الذي أكد أن مطالب الشيعة لا تتخطى الاعتراف بهم ومن ثم السماح لهم ببناء مساجد وممارسة طقوسهم والسماح لهم بإضافة شهادة ثالثة في الآذان وهي "أشهد أن علي أمير المؤمنين", فضلاعن مقطع آخر و هو ""حي علي خير العمل". و يؤكد الخطاب قائلا: "تلك الإضافات لا يختلف عليها سني أو شيعي لكنها ضرورية حتى يصبح الآذان صحيحا وتصح صلاتنا".

و في جانب آخر، شدد المصري الشيعي علي أبو طالب على حق الشيعة في الاعتراف الرسمي بهم، وقال: "تقدمنا بطلب إلي إدارة الشئون الدينية بوزارة الداخلية حتى يتم الإقرار بوجود الشيعة كطائفة دينية رسمية في مصر, وأن هذه الجماعة لا يشكل أفرادها أي خطر علي أمن البلاد والوحدة الوطنية, إلا أن الوزارة تجاهلت هذا الطلب ولم ترد عليه حتى الآن".

"نعاني من سوء معاملة جيراننا وزملائنا في العمل والمجتمع من حولنا باعتبارنا كافرين أو عملاء، فغالبا ما تلصق بنا الحكومة تهم الموالاة لإيران أو لحزب الله"، هذا ما أكدته فاطمة الزهراء التى ترى أن اضطهاد الشيعة ليس رسميا فحسب, فنبذهم من الأشياء النادرة التي يتفق عليها الشعب والحكومة معا، حسب قولها.

أما محمد تقي الله، تاجر الأخشاب فأكد: "نحن مصريون حتى النخاع ونريد فقط أن نحصل علي حقوقنا في بلدنا، فمثلما يوجد للمسلمين السنة مساجدهم ويتمتعون بالحرية التامة في أداء شعائر دينهم وللأقباط كنائسهم التي يتعبدون فيها بحرية فمن حقنا كمصريين شيعة أن تكون لنا مساجد خاصة بنا لنمارس فيها طقوسنا بدون أي خوف أو تهديد بالقبض علينا في أي لحظة" وأضاف: "الاضطهاد الشعبي أقسى من التعسف الرسمي، إذ يرفض السنة الزواج منا بل وحتى التعامل معنا، رغم أن المجتمع المصري شيعي بالأساس منذ العهد الفاطمي ويمارس العديد من الطقوس الشيعية ويحب آل البيت".

وأشارت سيدة، طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أن أبنائها قد تعرضوا للاعتقال والسجن في أعقاب القبض على خلية حزب الله بمصر، مؤكدة على أن السلطات ربطت بينهم كشيعة وبين القضية.

وقالت: "نعاني نحن الشيعة المصريون من العزل العنصري الذي يمارسه الشعب بالتواطؤ مع الحكومة، وأذكر أني حين تقدمت بطلب لضم طفلي إلى إحدى المدارس القريبة منا وأخبرت الموظفة أننا شيعة رفضت الطلب، فما كان مني إلا أن أخفيت الأمر عن الجميع حتى نعيش بسلام".

"ليس هناك أسوأ من حرمان الإنسان من حرية المعتقد والتعبير عنه"، هذا هو الظلم الأكبر الذي يتعرض له الشيعة في مصر حسبما يري المفكر الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس، الذي يؤكد أنه بمجرد أن يعرف عن أحد الأشخاص أنه شيعي إلا وتبدأ المضايقات والمعاملة السيئة.

وأكمل قائلا: "حتى أني أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه تم اعتقالي مرتين وتعرضت لضغوط حتى لا أحصل علي الدرجة العلمية التي أستحقها".

و يرفض النفيس الاتهامات التي تكيلها الحكومة للشيعة بالموالاة لحزب الله وإيران، لكنه أكد في الوقت ذاته أن جميع القوى السياسية في مصر لها درجة أو أخرى من الموالاة للخارج، موضحا أن الوهابية موالية للسعودية التى تمولها تماما كما كانت الشيوعية موالية لروسيا في الستينات من القرن الماضي. وقال: "ومع ذلك فهي أكذوبة ونوع من التهم المعلبة التي يلصقها النظام الحاكم بكل من يتعرض له ولا يثني عليه".

كما أوضح النفيس أن القانون لا يمنع الشيعة من إقامة مساجد إلا أن مصر دولة لا يحكمها القانون بل مزاج النظام وهواه، على حد تعبيره، كما اختلف مع من يرى أن الشيعة يعانوا من العزل الاجتماعي وعبر عن ذلك قائلا: "المجتمع المصري ليس طرفا في النزاع وليس له موقف عدائي من الشيعة".

"السلطة في مصر تريد حصر الدين في مجرد عدد من المؤسسات الرسمية الخاضعة له، والأزهر يعيش حالة من التخبط، فتارة نسمع عن عدم قبول طلاب شيعة في الأزهر وتارة نسمع نفيا لهذا الموضوع"، هذا ما أشار إليه النفيس مؤكداً على أن حجج الأزهر في تعامله مع الشيعة سياسية في المقام الأول، على حد تعبيره.

لكن في المقابل, يري راسم النفيس أن الأزهر شهد تطورا إيجابيا يتمثل في كثرة العلماء الأزهيين الذين باتوا لا ينكرون علي الشيعة مذهبهم، بالإضافة إلى اعتراف المؤسسات الدينية الرسمية بإستثناء المؤسسة الوهابية بالشيعة كمسلمون وليسوا كفارا.

وعن العلاقة بين السنة والشيعة في مصر يشير النفيس إلى أن المجتمع بكل فئاته لا يتمتع بالصحة النفسية ومصاب بالأمراض الفكرية التي لا تمكنه من تقبل الرأي الآخر، وتجعله ينحاز مسبقا دون النظر إلي الأمور بموضوعية، حسبما قال.

ويؤكد راسم النفيس قائلا: "الشيعة حركة من داخل الإسلام ومن عمق التراث وليست حركة شيوعية أو صهيونية"، ويضيف مستنكرا: "من يتحدث عن وجود حركة تشيع فهو واهم، حب آل البيت والانتماء له موجود ومتجذر في المجتمع المصري، والمسلمون كانوا ومازالوا أمة واحدة".

وعلى صعيد آخر، يري الشيخ علاء أبو العزايم رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعضو مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران وعضو دار التقريب بالقاهرة، أن الخلاف فيما بين الإثنى عشرية، أكبر فرقة شيعية في الوقت الراهن، وبين السنة لا يتجاوز 5 % في الفروع والأصول، وهو الرأي الذي أيده الشيخ علي جمعة, مفتي الجمهورية في إحدى الندوات التي عقدتها الطريقة العزمية.

و استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي" أي أهل بيتي، يري أبو العزايم ضرورة أن يجمع المسلم بين المذهبين لأن الذي لا يحب آل بيت رسول الله ليس ناجيا بل من الضالين.

و يضيف: "علينا التوسع في طرح أفكار الشيعة عند الحديث عنهم من أجل إقناع الناس بأن فكرهم مثل فكرنا بهدف تحقيق التقريب"، مؤكدا علي أن توحيد المسلمين سنة وشيعة يقضي علي الخلافات الفرعية التي يتحدث عنها البعض من وقت لآخر مثل مطالبة الشيعة ببناء مساجد خاصة بهم، إذ سيصبح لكل المسلمين مسجدا واحدا دون تمييز بين سني وشيعي، "فأنا شخصيا لا أعترف بمسمى شيعة أو سنة" علي حد قوله.

كما شدد على أنه "لا فرق بين شيعي وسني لأن المسلم الحقيقي هو المتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمحب لأهل البيت، فإذا فقد إحداها فقد جزءأ من إسلامه".

و يعلل أبو العزايم مطالبته بضرورة التقرب إلى إيران, إلى أنها قوة عظمى في العالم الآن و يمكنها مساعدة العرب في حال حدوث أي اعتداءات.

ولا يستطيع أحد الجزم بعدد الشيعة في مصر، فوفقًا لتقرير الحالة الدينية للخارجية الأمريكية يقدر عدد الشيعة في مصر بـ750 ألف شخص، بينما تزيد تكهُّنات محمد الدريني –الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت- من هذا الرقم، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن عدد الشيعة يفوق هذا العدد بكثير، على اعتبار أن هناك ما يزيد على عشرة ملايين صوفي في مصر، ويوجد بينهم ما لا يقل عن مليون يتبعون الفكر الشيعي -وحسب اعتقاده- فإن كثيرا من الشيعة في مصر لا يعلنون عن معتقدهم نتيجة الضغوط الأمنية والإعلامية.

ورغم اليقين بعدم إمكانية الجزم بعدد الشيعة في مصر، فضلاً عن أماكن تركزهم فإنهم موجودون في المجتمع، ولا يمكن تجاهلهم أو التقليل من شأنهم، أو إنكار امتداد تأثير الفترة الشيعية التاريخية على الواقع المصري إلى الحد الذي وصف "الخميني" -زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية- مصر بأنها "سنية المذهب، شيعية الهوى"، فالاحتفالات بموالد آل البيت (مولد الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة) لا تفرق بين سني وشيعي، ويحتفل لها ملايين من المنتمين للحركات الصوفية في مصر، كما يقدس المصريون آل بيت النبي محمد وقاموا بتسمية عدد كبير من المساجد باسمهم مثل "مسجد السيدة زينب- مسجد السيدة عائشة- مسجد السيدة نفيسة" وغيرهم.

ولا يعتبر التشيع تهمة في القانون المصري، فالبعض اعتنق المذهب الشيعي مثل الكاتب الصحفي صالح الورداني عام 1981، ثم تحول عنه عام 2006، وخلال فترة تشيعه أصدر أكثر من 15 كتابا عن الشيعة منها: "الحركة الإسلامية في مصر" و"الشيعة في مصر"، و"الكلمة والسيف"؛ كما شملت قائمة المتشيعين الشيخ "حسن شحاتة"، وهو خطيب مفوه كان مسجده قريبا من السفارة الإسرائيلية في مصر، وكان نجما تلفزيونيا حتى تم اعتقاله بتهمة تكوين تنظيم شيعي، وكذلك الدكتور "أحمد راسم النفيس" الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة المنصورة؛ والذي كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين حتى عام 1985، ثم انفصل عنها واتجه نحو التشيع.

أما التهم التي يتم توجيهها إلى كل التنظيمات الشيعية التي تم القبض عليها منذ الثمانينيات فتتراوح بين الحصول على تمويل أجنبي، وتحديدا من جهات إيرانية؛ وهي تهمة وجهت للكثيرين؛ والاتصال بجهات خارجية حيث اعتقل الدريني في مارس 2005 بتهمة التواصل مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، واللافت أنه لم ينسب إلى أي من تلك المجموعات الشيعية القيام أو الدعوة للقيام بأعمال تتصف بالتطرف والغلو.

أغسطس ٢٧، ٢٠٠٨

شباب عاوز الحرق بقلم د/ أحمد خالد توفيق

ثمة إجماع في وسائل الإعلام والأعمدة الصحفية على أننا رزقنا – من دون الأمم – بألعن جيل من الشباب الرقيع المنحل الشهواني التافه.. (شباب عاوز الحرق) باختصار شديد.. نحن وكل جيلي سلبنا الشباب أحلامه، واحتللنا المناصب التي يمكن أن يطمح إليها، وحرمناه أبسط الحقوق التي يمارسها أي قط في زقاق: الملجأ والزواج، وأعطيناه سفينة غارقة نخرة امتلأت بالثقوب نُهب كل لوح خشب وكل مسمار فيها، وقلنا له إن عليه أن يتولى الإبحار بها بعدنا .. وينظر الشاب إلى البحر الذي يعج بالأساطيل وحاملات الطائرات التي صنعها الآخرون، فيتساءل: ماذا كنتم تفعلون طيلة هذا الوقت حينما كانت السفينة لكم ؟.. فنقول له: أنت شاب شهواني قليل الأدب .. وربما سافل كذلك ..
مشكلتك هي أنك كسول تريد كل شيء بلا تعب ..نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من (نانسي عجرم) و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم ..المشكلة فعلاً أن الشباب لم يعد على ما يرام .. هذه الطاقة الكاسحة المعطلة التي حرمت الأمل والمشروع القومي المشترك تزداد خطرًا يومًا بعد يوم، والفراغ يهدد كل شيء وكل بيت .. لاحظ انتشار الكافتيريات وملاعب البلياردو ومقاهي السايبر.. باختصار: ثقافة البطالة. لاحظ نمو التطرف الديني الذي تزامن مع غياب المشروع القومي والأمل في الغد. ولغة (الروشنة) التي يستعملها الشباب تحوي في 90% من كلماتها معاني الاستهتار والتحدي .. دعك من الوقاحة التي يشكو منها كل مدرس ..
يحكي الدكتور (جلال أمين) – العالم الوقور عظيم الشأن - عن شاب من هؤلاء دنا من سيارته وهو جالس فيها ينتظر زوجته، فاستند على النافذة بجواره، وراح يثني مرآة سيارته ويفتحها بلا توقف وبلا هدف واضح وعلى سبيل التحدي فقط، بينما ظل الأستاذ الكبير جالسًا في السيارة صامتًا يرقب هذا السلوك غير المفهوم..لكننا نحن المسئولون بالكامل عن خلق هذا الوحش .. وكما يقول الشاعر العربي:إنا بأيدينا جرحنا قلبنا .. وبنا إلينا جاءت الآلام
قرأت لأحد الصحفيين الكبار (الفلاسفة) – ولن أذكر أسماء لأن بلاط السجن سيكون باردًا جدًا في هذه الفترة من السنة - أنه كان في رحلة مع مجموعة من الشباب حينما سمعهم يغنون: الأقصر بلدنا بلد سواح .. فيها الأجانب تتسوح .. وكل عام وقت المرواح بتبقى مشتاقة تروح .. وتسيب بلدنا !يتساءل الأستاذ العبقري: أين ذهب الانتماء لدى جيل الشباب ؟... ذهب يا سيدي الفاضل بسببك وسبب أمثالك، الذين أيدتم كل نظام حكم وكل سياسة، وعملتم جاهدين من أجل الوصول إلى الثراء والنفوذ صاعدين سلمًا من أجساد الشباب المطحون .. في عصر كانت الصحف المصرية ترسم فيه الزعماء العرب جالسين على (قصرية) أطفال، وفي عصر كان يعلن فيه في الصحف عن زيادة الأسعار فتكتب مقالاً كاملاً تؤيد فيه هذه الخطوة المباركة التي تأخرت كثيرًا، وحينما يضع السادات كل قوى مصر السياسية في السجن تكتب مباركًا (ثورة سبتمبر) هذه .. يؤمن الشباب بعبد الناصر فيخرج ألف كتاب يلعن عبد الناصر .. يحن الشباب إلى سعد زغلول فتمزقون سعد زغلول ..كل إنجازات يوليو تحولونها إلى كوارث يوليو .. تهللون للاشتراكية في عهد عبد الناصر ثم تلعنون أباها في عهد السادات .. وتلعنون أمريكا في عهد عبد الناصر وتكتشفون أنها الشريك الكامل الأمين في عهد السادات. ولولا بعض الحياء والخشية من النظام الحالي الذي يستمد شرعيته من أكتوبر لشككتم في حرب أكتوبر ذاتها : "المصريون لم يعبروا القناة في أكتوبر .. القناة هي التي تحركت إلى الغرب بضعة كيلومترات".
في إحدى فترات الخلاف العابرة مع أمريكا قرأت مؤخرًا لصحفي كبير جدًا يقول: "علينا أن نشفى من خرافة أن 99 من أوراق الحل في يد أمريكا!". والحقيقة أنك يا سيدي كتبت هذه الخرافة مرارًا من قبل خاصة في عهد السادات ..من حسن حظ الشباب أنه لم يقرأ مقالاتك القديمة تلك وإلا لجن بالتأكيد..تخرج وسائل الإعلام للقاء الشباب ومعها المذيعة التي سكبت زجاجة أكسجين كاملة على شعرها ووضعت طنًا من المساحيق كأنها إحدى بطلات مسرح الكابوكي الياباني.. تسأل الشاب عن اسم وزير (التوابع المضادة) أو وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) فلا يمن الله عليه بكلمة .. من ثم تخرج الصحف صارخة: الشباب تافه شهواني رقيع .. ليت الشباب يهتم بعقله كما يهتم بالدهان الذي يسكبه على شعره ..
الحقيقة أن الإجابة عن هذا تكمن في كلمات (أورويل) في روايته الرائعة 1984 عندما دبت مشادة بين البطل وحبيبته حول (هل كان الحزب في حرب مع أيستاسيا أولاً أم كان في حرب مع إيوراسيا ؟)... يقول (أورويل) إن الفتاة لم تكترث بهذا على الإطلاق لأنها لا ترى فارقًا بين هراء وهراء آخر .. الشاب لم يختر وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ولم يسمع عنه من قبل، ويوم يرحل هذا الوزير فلن يعرف أحد السبب .. إذن ما جدوى معرفة اسمه ؟.. لا فارق بين (هراء وهراء آخر).. اسمحوا للشاب أن يختار وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ثم طالبوه بأن يعرف اسمه، وانصبوا له المشانق لو لم يعرفه ..نفس الشيء ينطبق على الأسئلة من طراز (متى مات بيلاطس البنطي ؟)..
(ما طول نهر المسيسبي ؟).. (من مؤلف كتاب تثقيف الشعوب في تقنية الحاسوب ؟).. السيدة المذيعة لو انتزعوا منها البطاقة الأنيقة لن تعرف الإجابة، والسيد المعد لا يعرف الإجابة وأنا لا أعرف الإجابة، وليس مما يفيد الإنسان المعاصر أن يعرف طول نهر المسيسبي ما دامت هذه المعلومات موجودة في أية دائرة معارف
إنها ثقافة (الكلمات المتقاطعة) التي يصرون على أنها هي الثقافة ولا شيء سواها، بينما الثقافة هي أن تستخدم ما تعرف في تكوين مفهوم متكامل للعالم من حولك وكيفية التفاعل معه ..لكن وسائل الإعلام لا ترضى بهذا .. هي لا تريد إلا أن ترى الدماء تسيل وتلطخ كل شيء .. لهذا تطالب برأس الشاب التافه.. بينما اسم آخر أغنية لراغب علامة أو عيد ميلاد روبي هي بالفعل معلومات تبدو مهمة للشاب .. على الأقل هو لا يُرغم على معرفتها، وتمس حياته – ورغباته – بشكل واضح .. ولا تتعالى عليه أو تعده بما لا يمكن تحقيقه .. ولا تهدم ما آمن به من قبل بلا مبرر.. والأهم أنها لا تسد عليه طريق الترقي والنمو في الحياة ..
باختصار: (روبي) تبدو هي الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذه الأوهام وكل هذا الكذب ..الشباب ليس مجموعة من الملائكة، لكنهم ليسوا شياطين ..سوف يصيرون كذلك لو لم نفق من غيبوبتنا، ونحن لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن ملاحون خائبون غرقت سفينتهم أو كادت .. وعلينا أن نترك قطعة خشب واحدة طافية ليتمسك بها من يأتون بعدنا.

مارس ٢٤، ٢٠٠٨

ماذا بعد؟


يمكن القول إن الرسومات المسيئة عندما نشرت في المرة الأولي إنما كانت تعبر عن اختلاف المنظور الذي ينظر به الغرب نحو الدين ، فالغرب بصفة عامة لا ينظر للأنبياء نفس نظرة التقديس الذي ينظر بها العالم الإسلامي إليهم ، وهو ما تطلب فتح حوار إسلامي غربي .

ومما يدلل علي ذلك أن الجريدة التي نشرت الرسومات في المرة الأولي هي جريدة متواضعة التأثير والانتشار ، والرسام نفسه الذي قام برسم تلك الصور هو مجرد رسام مغمور فشل أكثر من مرة في جعل أكثر من جريدة تنشر رسوماته فلجا لتلك الجريدة المتواضعة .

إلا أن المرة الثانية التي نشرت فيهاتلك الرسومات تعبر عن محاولة متعمدة للإهانة من جانب الغرب ، فإعادة نشر الرسوم في حوالي 17 جريدة دانمركية في نفس الوقت ، المشهور منها والمغمور هو تأكيد على هذا التعمد ، ويدل أيضا على استهانة بالغة بمشاعر المسلمين ويعبر أيضا عن عناد طفولى أحمق ميز هذا التصرف .
فالمفترض أن يكون الغرب وبخاصة الدانمركيون قد أدركوا بعد رد الفعل الإسلامي من نشر الرسومات في المرة الأولي أن الإساءة إلى المقدسات الإسلامية تؤذى مشاعر المسلمين وتؤجج غضبهم ، والطبيعي بعد هذا الإدراك ألا تتم تلك الإساءات مرة أخرى ولو بقدر الإمكان ، وإذا حدثت مرة أخرى فالمفترض أن تكون بشكل عفوي غير متعمد من جانب بعض الجهلة المتعصبين ، ولكن الإساءة عندما تكررت فان الذين قاموا بها هم جزء لا يستهان به من الإعلام الدنماركى الذي من المفترض أن يكون أكثر وعيا بخطورة الانجرار إلى رد فعل انفعالي في تلك القضية الحساسة ، وكان يمكنهم التعبير عن تضامنهم مع الرسام ضد التهديدات التي يتعرض لها بطرق أخرى كثيرة غير إعادة نشر الرسومات مرة أخرى ، ولعل تلك التهديدات لا وجود لها من الأساس وإنما هي من الممكن أن تكون مجرد محاولة من ذلك الرسام الحقير لجذب الأضواء مرة أخرى إليه بعد انحسار اهتمام الإعلام بالقضية .
اما بالنسبة لرد الفعل الإسلامي عند نشر الرسومات في المرة الأولي ، فهو فى رأيي الذي قاد إلي نشر الرسومات في المرة الثانية
فكعادة العالم الإسلامي دائما في فترات تخلفه تلك ، تميز رد الفعل بالغوغائية والعصبية والانفعال ، بل وقام المتظاهرون الغاضبون في سوريا بمهاجمة السفارات الأجنبية في سوريا واحراق السفارة الدنماركية فيها في مشهد يؤكد للغرب أن الرسومات المسيئة تعبر عن الواقع وان إتباع محمد همجيون إرهابيون غوغائيون متظرفون لا يستمعون لصوت العقل .

وكعادة العالم الإسلامي أيضا اقتصرت ردود الأفعال على المظاهرات وإحراق الإعلام وتصريحات تندد وتشجب وتدين ثم ...........لاشيء على الإطلاق .
الا محاولة منفردة قام بها الداعية عمرو خالد للحوار مع الغرب ، ولم تؤت تلك المحاولة ثمارها ، إلا أنها ظلت على الأقل محاولة عملية وتحرك ايجابي قام به عمرو خالد بدلا من السكون والصراخ والعويل .
غير ذلك لم يفعل احد شيئا وذهب المتظاهرون إلى بيوتهم وهم راضون عن أنفسهم بعد أن اخرجوا ما في صدورهم من غل و كبت في المظاهرات .
إما وسائل الإعلام الغربية ، فهي التي تتحمل الجزء الأكبر من تلك المشكلة فهي تصر دائما وابدأ علي تصوير العرب والمسلمين بصورة في منتهي السلبية في كل الأوقات ، وتمارس عملية غسيل مخ على المشاهدين لإقناعهم بتلك الصورة ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وتصور المسلمين بصورة لا تقل وضاعة ووحشية عن التي عبرت عنها تلك الرسومات .
إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد علي وجود بعض العقلاء في الغرب ممن يرفضون تلك التحيزات المسبقة ويدعون إلي فتح حوار بين العالم الإسلامي والغرب ، ويرفضون تلك الرسومات وما شابهها .
فقد قامت مجموعة من الدنمركيين بإنشاء مجموعة علي صفحات موقع الفيس بوك تحت ى عنوان "عذرا محمد" بهدف الاحتجاج علي إعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم .
وقال أندريس بوتة صاحب المبادرة " أشعر بغضب شديد مما قامت به الصحف الدنماركية ، أشعر أن أجهزة الاعلام لا تمثلني وان ما قامت به عمل طفولي .
تلك الأفعال تؤكد علي أن هناك أمل في إنشاء حوار في المستقبل وإمكانية وجود تعاون بين العقلاء على الجانبين يوما ما
أما سلاح المقاطعة والذي نادي به البعض عندنا ، واعترض عليه البعض الآخر تحت دعوي عدم جدواها الاقتصادية وان المسلمين لن يستطيعوا الاستغناء عن أكل الجبن " وهو ما سمعته بأذني من البعض" .
اما بالنسبة للجدوى الاقتصادية فالمقاطعة لن تضرنا ولن تضرهم ، فالتبادل التجاري مع الدنمارك والدول المجاورة لها لا يتعدي بضعة ملايين لا تؤثر على الإطلاق ، ولكني هنا أتحدث عن المقاطعة لهدف آخر .
وهو أن يعرف الغرب أننا نستطيع أن نقول لا وأننا نستطيع الاعتراض ،هي وسيلة ليعرفوا أننا لم نمت بعد وان كرامتنا لم تذهب أدراج الرياح وأننا لسنا نائمين ولم نستغرق فى النوم بعد .
وهناك مقولة طريفة جدا سمعتها من أستاذى في الثانوية العامة عن المقاطعة فكلما تناقشنا حول هذا الموضوع وبرز من يعترض علي المقاطعة يسأله استاذى هذا السؤال " لو واحد بقال شتم أمك تروح تشترى من عنده ؟" فيرد الآخر " لا طبعا أبقى مش راجل " فيقول استاذى " فما بالك بمن يشتم من هو خير من أمك، يشتمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟" فيسكت الرجل ولا يحر جوابا .
فالمقاطعة هدفها معنوي بالدرجة الأولي وهى تتعلق باعتبارات الكرامة ، فنحن نستطيع الاستغناء عن أكل الجبن ممن يسيئون إلينا وإلا تحولنا إلى خراف وحيوانات لا تستطيع التحكم في نفسها ولا تصرفاتها .
ويبقى الجزء الأكبر من الجهد علينا نحن المسلمين ففي ظل عملية غسيل المخ التي يمارسها الإعلام الغربي على الجمهور هناك فان علينا مسئولية كبيرة في التعريف بالإسلام الحقيقي للجمهور الغربي وتوعيته بقضايا العرب والمسلمين مثل قضية فلسطين والعراق ، فتخاذلنا عن ذلك هو أكبر إهانة نوجهها نحن لرسولنا الكريم .
وفى النهاية أتمنى ألا تتحول الإساءة إلى الإسلام والمسلمين إلى سبوبة يتعيش منها بعض الغربيين لحصد بعض الشهرة والأضواء علي حسابنا، مستغلين ردود أفعالنا التي تجعلهم إبطالا في نظر الغرب وشهداء لحرية الرأي والتعبير مثلما اعتبروا ذلك الرسام النكرة بطلا .

أكتوبر ٠٩، ٢٠٠٧

سقوط الدراما المصرية



كالعادة .. سقطت الدراما المصرية في اختبار شهر رمضان وكان لسقوطها وجهين ، مرة أمام المُشاهدين الذين ملوا من تكرار نفس الأفكار والأخطاء كل عام ، ومرة أمام الدراما السورية التي اتسمت أعمالها بالتنوع والثراء ومناقشة قضايا جادة ومهمة وتحمل رسالة وهدفاً تريد توصيلها للمشاهدين .
يمكن تلخيص أسباب سقوط وفشل الدراما المصرية في الأسباب التالية :

أولاً :
كعادة المسلسلات المصرية ولسنوات طويلة ، اتسمت الأعمال الدرامية المصرية بالمَط والتطويل والحشو الزائد وإدخال أحداث غير مؤثرة وهامشية ليَبلغ عدد الحلقات الثلاثين أو أكثر ، وذلك بسبب الإعلانات ورغبة الأبطال في عرض مُسلسلاتهم في رمضان بالإضافة لرغبتهم في تنفيذ عمل كبير وضخم من حيث عدد الحلقات حتى لا يقل أحدهم عن المسلسلات الأخرى .
كان المط والتطويل سمة أساسية في معظم الأعمال الدرامية للكِبار ، مثل مسلسلات ( يتربى في عزو ) الذي لا تستحق فكرته كل تلك الحلقات وحشر شخصيات لا لزوم لها ، ومسلسل (الدالي ) الذي وقع في فخ استرجاع أحداث قديمة وعلاقات شخصية كثيرة بين أبطال المسلسل .
أما مسلسل ( قضية رأي عام ) فيُعتبر النموذج الأوضح في هذا المجال ، فالفكرة يُمكن تنفيذها في فيلم سينمائي أو سهرة درامية ، وقد نفذت الفكرة بالفعل في أكثر من عمل سينمائي مثل فيلم ( المغتصبون ) لليلى علوي والذي يُعتبر المسلسل نُسخة منه ، وفيلم ( اغتصاب ) لفاروق الفيشاوي وأحمد بدير ، بالإضافة إلى خيالية بعض الأحداث وعدم منطقيتها ، مثل القبض على ابن الوزير المشهور ( قام بدوره رياض الخولي ) فرياض الخولي يقوم بدور وزير قوي في الحكومة والحزب الوطني ومُرشح لرئاسة الوزراء ، وعندما يتم القبض على ابنه تتخلى عنه الحكومة والحزب ويتمسك رجال الداخلية بتطبيق القانون عليه ، مع تأكيد مُستمر وساذج من أبطال العمل على أنه هناك قانون في البلد ولا أحد فوق القانون ، وهو ما لا يحدث بالمرة في الواقع .

مسلسل آخر هو رجل غنى فقير جداً ، لمحمد صبحي ، والذي قام بتأليفه وإخراجه أيضاً ، وليس هذا غريباً على محمد صبحي فهو يحرص دائماً على التحكم في كل شيء في أعماله حتى عندما كان يقوم بإخراجها مخرج آخر غيره ، مثل سلسلة ( يوميات ونيس ) التي أخرجها أحمد بدر الدين .
نفس الممثلين تجدهم في كل أعمال محمد صبحي ، ووضح بشدة التطويل والحشو الزائد بالشخصيات والأحداث المُفتعلة التي تستمر لعدة حلقات ، وافتعال مواقف كوميدية تكررت كثيراً في أعمال صبحي ، فمحمد صبحي يُجيد العمل في المسرح فقط وعندما ينتقل إلى السينما أو التليفزيون يفشل ما عدا بعض الأعمال القديمة .
بالإضافة إلى مسلسلات ( حنان وحنين ، امرأة فوق العادة ، نقطة نظام ، حق مشروع ، أزهار ) ومعظم الأعمال الأخرى اشتركت في نفس العيب .

ثانياً :
تدور أحداث معظم المسلسلات في عالم رجال الأعمال ومشاكلهم وقضاياهم ، ولا تتواءم أبداً مع حالة الغليان التي يمر بها المجتمع المصري حالياً ، من إضرابات واعتصامات ومظاهرات ،ومشاكل العمال والفلاحين والفساد ومشكلة مياه الشرب والبطالة ، تلك القضايا التي لم تجد أي كاتب يتصدى للكتابة عنها ، فأبطال معظم المسلسلات رجال أعمال وأثرياء مثل مسلسلات (الدالي ، رجل غنى فقير جداً ، حق مشروع ، حنان وحنين ) وحتى يسرا في مسلسل ( قضية رأي عام ) على الرغم من أنها ليست سيدة أعمال إلا أنها تعمل رئيسة قسم في مستشفى القصر العيني ، ودكتورة في الجامعة وتسكن فيلا فاخرة .
تبدو مشاكل أبطال تلك الأعمال إما عاطفية أو صراع بين رجال الأعمال أو رغبتهم في جمع الملايين من أجل تحقيق أهدافهم




ثالثاً لا وجود للطبقة الوسطى في الدراما المصرية ، فالشخصيات إما ثرية أو فقيرة ، ولا وجود للطبقة المتوسطة

رابعاً باستثناء مسلسلات ( الملك فاروق ، الإمام الشافعي ، مَن أطلق الرصاص على هند علام ، نقطة نظام ) فإن الدراما المصرية ابتعدت نهائياً عن مناقشة أي قضايا تاريخية أو سياسية أو أدبية ، واقتصرت على المسلسلات الاجتماعية وبشكل لا يثير حماس أو غضب أحد ، حتى تلك الأعمال السابقة جمعت كل عيوب الدراما المصرية في المُعالجة ، وتعرض مسلسل ( نقطة نظام ) إلى حذف عدد من مشاهده ، و تميز (الإمام الشافعي ) بفقر الإمكانيات والديكورات بشكل يدعو إلى الرثاء ، و ( مَن أطلق الرصاص على هند علام) يبدو كدعاية للدعوة التي أطلقها جمال مبارك لإحياء المشروع النووي المصري ، أما الأعمال الأخرى فلاتحمل أي رسالة أو هدف سوى التأكيد على أن النجاح الوحيد هو النجاح في جمع الأموال وامتلاك كل شيء ، وتناقش قضايا هي أبعد ما تكون عن اهتمام المشاهدين ، هذا إذا لم تكن تهدف إلى مجرد التسلية مثل مسلسل (يتربى في عزو ) .

خامساً :
تتسم الدراما المصرية بتنميط وقولبة الشخصيات ، وهي سمة موجودة على مدار سنوات الدراما المصرية ، فالشخصيات إما أن تكون طيبة بالإطلاق أو شريرة بالإطلاق ، ولا توجد شخصيات متوسطة بين الخير والشر أو مُتقلبة بينهما والتي تتراوح تصرفاتها ومشاعرها بين الخير والشر مثل الواقع ، فالبطل دائماً شخصية طيبة مُحاط بالأشرار الذين يُحاربونه ولكنه ينجح في آخر العمل في القضاء عليهم بمساعدة الطيبين أمثاله ، ولكن هذا العام نجح عمل واحد فقط في النجاة من ذلك الخطأ وهو ( الملك فاروق ) والذي نجح في تناول شخصية الملك فاروق بطريقة موضوعية .

سادساً :
كالعادة تدور الأعمال الدرامية المصرية حول فلك النجم الأوحد الذي يظهر في معظم المَشاهد ويشترك في معظم الأحداث ، أما الأعمال التي تقوم ببطولتها مُمثلات ، فيقُمن فيها باستعراض ملابسهن و تسريحات شُعرهن حتى لو كن في مواقف أو أدوار لا تسمح بذلك ، فتجد البطلة مُستيقظة من النوم وشعرها في غاية النظام والأناقة ، أو فقيرة وترتدي ملابس فاخرة ، وتقوم النجمات باستعراض أطقم الملابس المتعددة التي يمتلكونها ، لذلك تُفضل النجمات القيام بأدوار سيدات المجتمع الأثرياء مثل ( نادية الجندي ، إلهام شاهين ، يسرا ،سميرة أحمد)

سابعاً :
تتسم ديكورات الأعمال بالفقر الشديد والنمطية ، وتتكرر نفس الديكورات في أكثر من عمل ، بسبب توجيه معظم ميزانية العمل إلى أجور للأبطال ، ظهر هذا واضحاً في مسلسل (عمارة يعقوبيان ) الذي تحول إلى نسخة باهتة للغاية من الفيلم ، وكذلك (الإمام الشافعي )

ثامناً :
يبدو أن النجوم الكبار قد نسوا أو تناسوا المرحلة العمرية التي يمرون بها ، فمعظمهم يصر على الظهور في سن أصغر من عمره الحقيقي بمراحل ، وحتى إذا ظهر في سن كبيرة في المسلسل ، فانه يقوم بتمثيل لقطات الفلاش باك ليمثل دور شاب في العشرين من عمره ، باستثناء يحيى الفخراني ويسرا . فنادية الجندي تظهر في لقطات الفلاش باك كطالبة جامعية في العشرينات من عمرها ،وإلهام شاهين تظهر في دور امرأة يتهافت عليها الرجال طلباً لودها ، ولوسي التي تبلغ من العمر 50 عاما تظهر في الثلاثينات من عمرها



تاسعاً :
مازال التلفزيون المصري يضع العقبات أمام المَشاهد الجريئة والأفكار التي تحمل مضموناً مختلفاً ، عن طريق الاعتراض على تلك المشاهد وحذفها ، فيما تُعرض كاملة على المحطات الأخرى ، مما يضطر المؤلفين إلى محاولة تجنب ذلك من البداية ، ومحاولة إخلاء مسلسلاتهم من أي أفكار جريئة ، مما جعل معظم المسلسلات مُتشابهة ، ويستطيع المُشاهد تخمين النهاية منذ منتصف أحداث المسلسل .
قامت الرقابة بحذف مشهد دفن الأسرى أحياء في مسلسل نقطة نظام وجزءاً من الإهداء الذي كتبه المؤلف في البداية ، كما حذفت الرقابة عشر دقائق من مشهد الاغتصاب في مسلسل (قضية رأي عام ) ، وأيضاً ( الإمام الشافعي ) الذي حُذف منه عدد كبير من المَشاهد .
ولذلك يلجأ بعض المؤلفين من البداية إلى جهات إنتاجية أخرى لإنتاج أعمالهم مثل مسلسل(الملك فاروق) الذي أنتجته قناة أم بي سي وذلك لضمان عدم حذف أي مشاهد من ناحية ، وضمان الإنفاق الجيد على العمل بشكل جيد من ناحية أخرى .
فيبدو أن التليفزيون المصري نسى أن هناك جهات إنتاجية أخرى قد دخلت سباق الإنتاج وأنه لم يَعُد الجهة الوحيدة لإنتاج الأعمال التليفزيونية ، فقنوات دبي و MBC تنتج الآن عدداً كبيراً من المسلسلات وتعرضها حصرياً على شاشتها ، فلم يعد المؤلفون مضطرون بعد الآن إلى عرض أعمالهم على رقابة التليفزيون بعد الآن .
يتبقى بعد كل ذلك عملين نجحا في الإفلات من كثير من تلك العيوب والنقائص ، وأعادا بعض الأمل في إمكانية تقديم دراما مصرية قوية ومبهرة ومؤثرة .
أول العملين هو ( المصراوية) الذي يؤكد عبقرية مؤلفه الكاتب الكبير ( أسامة أنور عكاشة ) صاحب الروائع المتميزة ( ليالي الحلمية ،الشهد والدموع ، زيزينيا ) ويؤكد جدارته بلقب ( عمدة الدراما المصرية ) ، وربما لهذا السبب لم يعرض المسلسل أرضيا !! وهذا العمل هو بداية سلسلة من الأجزاء تتناول رصد تطورات المجتمع المصري خلال القرن العشرين ، ويطمح الثُنائي (عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ ) إلى تقديم أربعة أجزاء أخرى مثل سلسلة ( ليالي الحلمية ).
أما العمل الثاني هو ( الملك فاروق ) الذي يُعد أكثر الأعمال المصرية تميُزاً وحرفية وإبهاراً هذا العام ، حيث يحتوي على مشاهد بصرية عالية الجمال والدقة التاريخية في الديكورات وتناوله الموضوعي للأحداث التاريخية ، وساهم تصويره شبه السينمائي في جذب المشاهدين لمشاهدته ، وقد تكلفت الديكورات وحدها مليون و 700 ألف جنيه ، وجذب الممثل السوري ( تيم حسن ) الانتباه بأدائه الجيد والممتع .
وفى النهاية ما لم تحاول الدراما المصرية تجنب عيوبها المتكررة التي تتكرر بنفس التفاصيل كل عام ،فان المشاهدين سيبدأون في تركها حتى لا يصابوا بالملل ومتابعة أعمال أخرى مثل الدراما السورية التي تتحرك بخطى ثابتة تجاه أنظار المُشاهد العربي
أسامة الرشيدى

أكتوبر ٠١، ٢٠٠٧

سبعة أيام فى السعودية


هذه بعض من مشاهداتى فى السعودية عندما كنت أقوم بالعمرة منذ حوالى شهرين وقضيت
هناك سبعة أيام
كتبتها فى موضوع وسميته
سبعة أيام فى السعودية

بعيداً عن صخب الحياة وتعقيداتها، والسياسة ومتاعبها، وصراع البشر وشرورهم ، تقع مكة قبلة المسلمين ومركز الكرة الأرضية ، يأتي إليها جميع الأجناس من جميع أنحاء العالم ،من بلدان وقارات مختلفة ويتحدثون لغات متعددة، قادمين ليُلبوا النداء مُستجيبين لدعوة سيدنا إبراهيم المستمرة إلى الآن بأن يجعل الله هذا البلد آمناً مطمئناً ، وأن تحل فيه البركة والرزق الوفير ، وأن يأتي إليه الناس من كل مكان لإعماره



شعور قوي بالرهبة يُسيطر على النفس عند رؤية المسجد الحرام ومآذنه من الخارج ، حيث يأتي الناس وكل ما يشغل بالهم هو إرضاء الخالق عز وجل ، حيث الصلاة الواحدة بمائة ألف صلاة ، حيث يوجد بيت الله الحرام ، أعظم البيوت وأقدسها على الإطلاق.
كان الفندق الذي أقمنا فيه قريباً جداً من الحرم ، أما أكثر ما يشغل الذهن في البداية هو أداء العُمرة بشكل صحيح ،حتى يتقبلها الله ويتخلص الإنسان من ذنوبه وخطاياه الكثيرة ، وعودة للنقاء النفسي والتفكير في الآخرة بدلاً من التعلق بالدنيا .
ولله الحمد تمت العمرة في سهولة ويسر ، ومما ساعد على ذلك أننا قُمنا بها قبل صلاة الفجر مما خفف من الزحام المتواصل طوال اليوم .

عندما كنا نقوم بالسعي في ( الصفا والمروة) ، كنا ندعو بالخير لمَن يزيد البيت الحرام مهابة ، فكرت قليلا وقلت في نفسي : إن ملوك السعودية يقومون بتجديد المسجد الحرام باستمرار والإنفاق عليه ورعايته بشكل كبير ، أي أنهم يزيدونه مهابة ، هذا يعني أنني أدعو لهم رغم ما يمارسونه من احتكار للسلطة والثروة وحرمان الشعب منها وانتهاكات حقوق الإنسان المعروفة في المملكة ، ولكني رددت الدعاء أملاً في الاستجابة وهداية الله لهم
من السهل على الإنسان الالتزام وهو في مكة ، حيث تساعد الأجواء التي يكون فيها الإنسان على ذلك ، والتواجد المستمر في المسجد الحرام وأداء جميع الصلوات فيه ، لكن من الصعب الحفاظ على هذا الالتزام والسلام النفسي بعد ذلك ، وهذا هو التحدي الحقيقي ، فالمصريون هناك منتشرون جداً ، وهم أكثر الجنسيات التي تُقابلك هناك ، والفندق الذي كُنا مُقيمين فيه كان معظم رواده من المصريين ، فإذا كان هؤلاء قد حافظوا على التزامهم بعد رجوعهم إلى بلدهم ، هل كان سيكون هذا حالنا ، هل سيكون هناك الفساد والرشوة والمحسوبية والحقد والصراعات بين الناس ؟ ، هل يعتقدون أنهم بأدائهم العمرة قد تخلصوا من ذنوبهم مدى الحياة وبذلك يفعلون ما يحلو لهم من سرقة ونهب ؟ ، لم أستطع العثور على إجابة لهذا السؤال





استطعنا اختراق الزحام والوقوف أمام الكعبة مباشرة ، لمست الكعبة بيدي ودعوت الله بكل ما أريده في دنيتي وآخرتي ، فأنا أمام بيت الله الحرام مباشرة ،لا يوجد مسافات أو عوائق.
أما الزحام حول الحجر الأسود لا يتوقف على الإطلاق ، مجموعات كثيرة جداً تحاول بشتى الطُرق الوصول إليه وتقبيله مباشرة ، على الرغم من أنه يجوز تقبيله عن بُعد عن طريق تقبيل اليد وتوجيهها إليه من بعيد ، وذلك ما إذا كان تقبيله مباشرة يلحق الأذى بالمسلمين بسبب التزاحم والفوضى ، لكن كثيرين لا يقتنعون بذلك ويصرون على تقبيله مباشرة مما يؤدي إلى زحام رهيب أمامه وتدافع شديد وأحياناً الضرب ، أين هؤلاء من قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( والله أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يُقبلك ما قبلتك )

عندما خرجت من الحرم وجدت مفاجأة، ( بيتزا هت ) و ( كنتاكي) يوجد لهما فرعان أمام الحرم مباشرة ، لم يتركوا مكاناً حتى أمام الحرم ، وأسعار الوجبات فيهما أغلى من أسعارها في فروعهما في أي مكان آخر ، يبدو أنهم يُقدرون مكانة مكة جيداً ويُقدسونها ولكن على طريقتهم ، فيسعون إلى أخذ بعضاً من بركة الحج والعمرة من زوار الحرم

على الرغم من أن مياه زمزم مُتاحة للجميع في أي وقت وبأي قدر ، إلا أن هناك خارج الحرم مجموعة من البائعين يبيعون تلك المياه في جراكن كبيرة ، فما عليهم إلا أن يدخلوا ويملئوا تلك الجراكن ثم يقفون لبيعها للمُعتمرين ، أي أنهم ( بيبعوا الهوا في أزايز) ، فكل مايتكلفونه هو ثمن الجراكن ، حيث أن بعض المُعتمرين يريدون أن يأخذوا أكبر قدر مُمكن من مياه زمزم قبل أن يغادروا إلى أقاربهم وأهلهم ، فيستغل هؤلاء البائعين رغبتهم في أخذ كميات كبيرة من تلك المياه في بيع تلك الجراكن ، والجركن الواحد يُباع بعشرة ريالات.

حزنت كثيراً عندما حضرت خطبة الجمعة بالمسجد الحرام ، حزنت أن تكون تلك الخطبة قد أُلقيت في أهم وأعظم وأقدس مكان عند المسلمين ، فالخُطبة تقليدية مُملة لا تؤثر في النفس على الإطلاق ، ولا تدعو إلى أي شيء ذي بال ، وهي تُجسد التحالف غير المحمود بين الوهابية والأسرة الحاكمة ، فالخُطب جميعها تقتصر على موضوعات هامشية مُكررة وغير مهمة من نوعية ( أن الصلاة في المساجد التي بها قبور لا تجوز) وموضوعات أخرى لا صلة لها بالواقع، أما في ختام الخطبة فيقوم الخطيب بالدُعاء للملك بأن ينصره الله ويوفقه وكأننا مازلنا في العصور الوسطى .
لا أحد يتحدث عن مظاهر الظُلم والفساد والاستبداد والديكتاتورية واحتكار الثروة والسلطة والقهر الذي تتعرض له المرأة السعودية ، لا أحد يتحدث عن وجوب مقاومة كل ذلك ، لكن في النهاية هذه هي طبيعة كل النُظم الاستبدادية ، تحرص دائماُ على ترويض المؤسسات الدينية وتوجيه الشعور الديني إلى طريق أخر

في مكة ينتشر مجموعة من البائعين يفترشون الأرض لعرض بضائعهم المختلفة ، لاحظت أن كلهم أفارقة ، وعرفت أن هؤلاء كانوا عبيداً جاءوا من أفريقيا ، والآن لا يستطيعون العودة لبلادهم ولا الحصول على الجنسية السعودية رغم وجودهم منذ مئات السنين ، ويعيشون في فقر شديد ولا يمتلكون غير بضاعتهم ، فهي كل ما يملكون







من المُلاحظ أن المتاجر يعمل بها سعوديون كثيرون ومنهم مَن يعمل في وظائف بسيطة ، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً في بلد يتمتع بهذه الثروات ، إلا أنه في الواقع أن السعودية تتزايد فيها معدلات الفقر والبطالة باستمرار رغم ثرواتها البترولية ، لذلك هناك اتجاه إلى ( سعودة ) الوظائف ، أي تعيين سعوديين فيها للقضاء على البطالة


توجد شعبة في وزارة الداخلية السعودية تسمى ( المُجاهدون ) لكم أن تتصوروا صورة هؤلاء المُجاهدون ، لابد أن يكونوا أُسوداً يحتملون أقسى الظروف وأصعبها ، هذا ما كنت أتصوره ، إلا أنني رأيت أحدهم ذات مرة في أحد الشوارع ، كان واقفاً مُرتدياً نظارة شمسية لتقيه أشعة الشمس ومُمسكاً بزجاجة مياه معدنية في يده ، ضحكت بشدة ، إذ يصعب على الإنسان أن يتصور أحداً يُجاهد بالنظارة الشمسية والمياه المعدنية .

أما عن الفول فهو لا يترك المصري أينما ذهب،فهناك الكثير من المطاعم التي تبيع الفول بأنواع كثيرة ويشتريه كل الناس، أكثرهم بالطبع هم المصريون الذين يبدو أنهم لم يتحملوا فُراقه تلك الأيام المعدودة

هناك الكثير من المظاهر في المجتمع السعودي التي تُجسد سيطرة الفكر الوهابي المُتشدد وسيطرته على المجتمع السعودي ، فالنساء يُعاملن معاملة الأشياء التي لا تستحق أي اهتمام ،ولا يجوز لها قيادة السيارات، أما المراكز التجارية ( المولات ) فمحظورة على الأفراد ، فهي مُقتصرة على العائلات فقط ،ومعظم الأماكن مُقتصرة على العائلات فقط ، ولا توجد أي دار سينما على الإطلاق في البلد كلها.

وأكثر ما أثارني هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر لأنها تسيطر على المجتمع السعودي سيطرة كاملة فإذا كنت واقفاً لا تفعل أي شيء ، قد يأتي إليك أحد أفرادها ليسألك عما تفعل ، وإذا كان ردك لا يُعجبه من الممكن أن يقبض عليك ، وممنوع حلاقة الذقن في صالونات الحلاقة حيث يعتبرون ذلك إثماً ، وهو ما يجعلك تتعجب من أن خادم الحرمين الشريفين نفسه يفعل ذلك الإثم فهو حليق الوجه ما عدا بضعة شعيرات حول فمه ، ومع ذلك على أحد يعترض على ذلك

الإثم ،وعندما توجهنا إلى أحد المطاعم لتناول الغداء ، أخبرنا أحد العاملين فيه أن المطعم مُغلق للصلاة ، على الرغم من أن موعد الصلاة كان بعد ساعة كاملة ، فهناك لابد أن تغلق المتاجر والمطاعم وقت الصلاة ، ومَن يبقى متجره مفتوحاً يتعرض للضرب و يُقبض عليه ، وكأن الصلاة بالإجبار والأمر


وعندما أخذت أتساءل عن الهيئة سمعت عن تزايد تجاوزات رجالها التي وصلت إلى حد حدوث عدة حالات وفاة تعرض لها أشخاص في مراكز الاحتجاز التابعة للهيئة ، وهناك مَن تعرض إلى الضرب حتى الموت ، وهو الأمر الذي أطلقت له دعوات في الصحافة المحلية تُطالب بإعادة النظر في دور الهيئة والحد من سُلطاتها ، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية إلى إصدار قرار يقضي بمنع رجال الهيئة من التحقيق مع مَن يتم القبض عليهم أو احتجازهم في مراكز الاحتجاز التابعة للهيئة ، وتحويل المقبوض عليهم فوراً إلى مراكز الشرطة الرسمية
وقد أصدر مفتى السعودية بياناُ ناشد فيه رجال الهيئة بضرورة الرفق واللين مع المواطنين ، ومعاملتهم معاملة طيبة
وفى تصريحات لأحد أعضاء مجلس الشورى السعودي لوسائل إعلام أجنبية أكد فيها أن من بين أكثر من 40 ألف حالة ضبط قامت بها الهيئة تبين أن حوالي 90 في المائة منها كانت خاطئة ، أي أن 10 في المائة فقط كانت مُستوفاة للشروط القانونية
ولذلك تُسبب الهيئة العديد من المشكلات ، فهي تربط الإسلام بالقَهر والإجبار والمظاهر الخارجية والشكل الخارجي ، فالمجتمع يبدو ظاهرياً خالياً من مظاهر الرذيلة ، ولكن كل شيء يتم في الخفاء ، من مُخدرات ودعارة وخمر وشذوذ ، الهيئة أيضاً تربط الإسلام بالحدود الجغرافية ، فما أن يخرج المواطن من بلده حتى يندفع ليقوم بكل ما لا يستطيع عمله في بلاده ، ولذلك فكثير منهم يذهب في الصيف إلى لبنان ومصر وأوروبا وأمريكا للتمتع بحريتهم المفقودة في مجتمعهم ، وهو ما يفسر سلوك بعض السُياح العرب في كازينوهات شارع الهرم وأخيراً أريد أن أقول لكم أكثر ما أثار دهشتى وسيُثير من دهشتكم .. إن الفندق المواجه للفندق الذي أقيم فيه مباشرة يسمى ( فندق قصر مبارك ) ،وكأن ليس الفول فقط مَن يأبى أن يتركنا لبضع أيام
فمبارك علينا جميعا
أسامة الرشيدى

سبتمبر ٢٢، ٢٠٠٧

موضوعين





العدد الثامن من مجلة (زمش ) الالكترونية صدر


ونزل لى فيه موضوعين

الموضوع الأول

help club كان تقرير عن حفلة


اللى كانت فى الجامعة الأمريكية الأسبوع اللى فات

الموضوع أهو

حرية بلاحدود
help club
هي إحدى الكيانات الطُلابية داخل الجامعة الأمريكية ، أُنشئت منذ 13 عاماً ولها أنشطة
مختلفة في العديد من المشروعات والفعاليات والأنشطة الخيرية
وقد أقامت حفلتها السنوية في قاعة أيوارت في الجامعة الأمريكية يوم الاثنين العاشر من سبتمبر
الحضور كان كثيفا للغاية بسبب ما تتمتع به الحفلة الختامية من إمكانيات هائلة وخروجها بصورة مُبهرة وعلى درجة كبيرة من الاحترافية ، لدرجة أن الحضور من خارج طلاب الجامعة كان يفوق بكثير طلاب الجامعة أنفسهم ، لدرجة اضطرار الأمن لمنع حضور المزيد من الأشخاص .
اشتمل الحفل على عدة فقرات ،بدأ بعرض فيلم قصير عن الكيان و أنشطته المختلفة ، مثل مشروعه لتطوير منطقة مصر القديمة ، وجمع التبرعات لصالح فلسطين وسفرها إلى جنوب لبنان العام الماضي للمساهمة في عملية إعادة الإعمار هناك ، ومساعدة الفقراء في مصر .
بعد ذلك تم عرض أحد الاسكتشات من تأليف وتنفيذ طلبة الجامعة ، سَخروا فيه من انعدام الحَس الوطني حتى في الجيش المصري ، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن رمضان ، بعد ذلك عرض اسكتش أخر سخر فيه الطلاب من الرشاوى التي يأخذها ضباط الشرطة من المواطنين لتركهم في حالهم ، ثم فيلم قصير لمدة 10 دقائق يوضح أهمية 10 دقائق في حياة عدة أشخاص .
أما المفاجأة فكانت في عرض اسكتش بعنوان ( الغيط غيطك ) للسخرية من برنامج ( البيت بيتك ) ، قام بتمثيل دور المذيعين فيه 3 شباب يمثلون أدوار محمود سعد و تامر أمين وأسامة منير ، حيث جاء الأول باسم محمود ، والثاني باسم أسامة والثالث باسم ( سامر سمير ) على وزن تامر أمين .
عُرض بعد ذلك فيلماً كوميدياً عن تاريخ السينما المصرية انتزع الضحكات العالية من الجمهور لما احتواه من نقد لاذع وبالغ السخرية من السينما المصرية و ركاكة بعض الحَبكات والسيناريوهات في الأفلام .
بعد انتهاء الحفل فتح الباب أمام مَن يريد الاشتراك في النادي وأقيم بوفيه مفتوح للمدعوين ، ويبقى أن نقول إن الحفل الختامي يثبت تطوره سنة بعد أخرى على يد مجموعة من الشباب المتحمسين الراغبين في العمل الحقيقي والجاد من أجل تطوير بلدهم
أسامة الرشيدى


والموضوع الثانى كان تحقيق صحفى عن العلاقة بين الطلبة والطالبات فى المدارس والجامعات

بالاشتراك مع أكرم سامى
وده الموضوع
سنة أولى حب

العلاقة بين الشباب والفتيات تنقسم إلى ثلاث نماذج : النموذج الأول أنها علاقة صادقة بريئة ، والثاني أنها تبدو علاقة سيئة وغير محترمة ، أما الثالث أنها تبدو سيئة من الظاهر فقط ولكنها في الحقيقة علاقة بريئة وصادقة وكلها مشاعر وحُب .
اتجهنا أولاً إلى الشباب لنعرف تجاربهم ووجهة نظرهم في هذا الموضوع .
قابلنا الطالب (م.ع) طالب بكلية التجارة جامعة حلوان وسألناه إذا كان على علاقة ببنت أم لا ؟
قال نعم ، فقد كنت على علاقة بحوالي ثلاث بنات ، تعرفت على أول بنت وأنا في الصف الأول الثانوي وقد صارحتها بذلك ، وأحبتني هي الأخرى وبدأت علاقة حب بيننا .
ما الذي أعجبك في هذه البنت (هل جمالها أم أخلاقها أم شخصيتها أم كل ذلك) ؟
أعجبني فيها شكلها ،فقد كانت في ملابسها وتسريحة شعرها مختلفة تماماً عن الآخرين وشخصيتها غريبة جدا غير أي أحد ، واستمرت العلاقة نحو عامان .
ما تقييمك لهذه العلاقة؟
_ كانت جيدة في بعض الأوقات ولذيذة وكلها مرح وحب ، ولكنها سببت لي بعض المشاكل مع عائلتي وأصدقائي ، فعندما كانت هناك مشكلة بيني وبينها كنت أظل مُكتئب وحزين ، وتلاحظ ذلك أسرتي ويعاتبونني ويسألونني عن السبب في ذلك فأتعصب عليهم ، وكذلك الحال مع أصدقائي .
_ هل شعرت أنها صديقة مخلصة حقاً وتقف بجانبك دائما ؟
لا لم أشعر بذلك ، فقد كانت علاقتنا حب ومرح وخروج وكانت دائماً تأخذ الأمور بضحك وتهريج ، فهناك أشياء كثيرة في حياتي لم أصارحها بها .
_ما سبب انفصالك عنها ؟
لأنني لم أشعر معها بالحب بمعنى الكلمة ، فهي لم تستحق حبي لها ، وكانت تعتقد أن الموضوع ضحك ولعب عيال فقط لذلك انفصلنا .
وماذا عن العلاقات الأخرى ؟
بدأت علاقة حب أخرى وأنا في ثالثة ثانوي ، فقد أعجبت ببنت وهى كانت تحبني هي الأخرى ، وصارحتني بذلك ، وشعرت معها أنها صديقة مخلصة ، وكنت أخرج معها دائما ، ولكن في إحدى المرات وجدتها مع أحد الطلبة تسير معه أكثر من مرة فلم أصدق عيني وسألت نفسي ( هل كل الفتيات خائنات هكذا ؟) فقررت أن أبعد عنها ولابد بعد ذلك من اختيار الفتاة المناسبة قبل مصارحتها .
قابلنا شاب أخر يدعى ( ش.م ) طالب بكلية الهندسة وسألناه عن علاقته مع البنات فقال:
نعم كنت على علاقة ب 5 بنات ، البنت الأولى كنت على علاقة بها في أولى ثانوي ، ولكني لم أحبها ولم أعجب بها ولكن هي التي أحبتني وأُعجبت بي ، وحصلت على رقم هاتفي وظلت تطلُبني وتلح علي لكي أخرج معها ، فكنت أخرج معها للتمشية على النيل قليلاً ، ولكنى لم أشعر معها بأي حب أو إخلاص ، فقد كانت فترة مراهقة نقضيها ولكنها كانت تحبني بشدة ، ففي إحدى المرات كُسرت رجلي فكانت حزينة جداً وكانت تزورني كل يوم وشعرت أنها تحبني فعلاً .
لماذا انفصلت عنها ؟
لأنني شككت في أخلاقها ، أكثر من مرة وتأكدت من ذلك عندما قال لي أحد أصدقائي أنه قد شاهدها مع أكثر من ولد أكثر من مرة ، فقررت الابتعاد عنها وسبب لي ذلك مشاكل كثيرة مع أسرتي وأثر ذلك على دراستي ، فقد حصلت على مجموع سيء في الثانوية العامة بسبب ذلك وكانت فترة سيئة في حياتي .
وماذا عن العلاقات الأخرى ؟
_ تعرفت بعد ذلك على بنت أخرى لكي أنسى علاقتي القديمة فكانت مثل المُسكن الذي يُسكن ألمي ، وكانت الفتاة جيدة وروحها حلوة فصارحتها بأني أحبها ، ووافقت على ذلك ، وبدأت معها علاقة حب خفيفة لكي أنسى ما سبق و أعيش سني ، ولكنى تركتها في نهاية العام الدراسي لأن علاقتي بها ليست قوية .
ما هي أخر علاقاتك مع البنات الآن ؟
_ هناك علاقة بيني وبين بنت في الصف الثالث الثانوي أصغر مني بسنتين ، وهى الوحيدة التي شعرت معها بمعنى الحب والإخلاص والصدق وعهدت نفسي أني سأخطبها قريباً ، فهذه البنت طيبة وصادقة في كلامها وفى حبها لي ، وأصارحها بأي مشكلة تحدث لي ، وهى تعاملني كأني خطيبها فعلاً فعندما تريد الخروج مع صديقاتها تتصل بي أولاً لتستأذنني .
هل عندما تخرج معها تتحمل مصاريف كل شيء ؟
طبعاً أتحمل كل المصاريف ، وأخر مرة جلسنا في كافيه على النيل ودفعت أنا الحساب .
_ ما رأيك في هذه العلاقات ؟
لابد أن يعيشها الشاب حتى يعرف تفكير البنات قبل الزواج .


ويروي ( م. س ) طالب بكلية الإعلام تجربته مع إحدى الفتيات قائلاً:
أحببت إحدى الطالبات وأعجبت بها وفي إحدى المرات صارحتها بذلك فكان رد فعل البنت أنها غضبت بشدة وردت علي بأسلوب غير أخلاقي ولم أعرف لماذا كل ذلك فأنا أصارحها بحُبي لها ولم أطلب منها الزواج العرفي مثلاً حتى تغضب بهذا الشكل ، فلماذا فعلت ذلك !؛ لا أعرف .
أحد الشباب وصف طلبة الجامعات عند دخولهم الجامعة لأول مرة بأنهم أشبه ( بالكلاب التي تلهث من أجل الحصول على الماء ) قاصداً بذلك أنهم يكونون في منتهى الشوق واللهفة للتحدث مع الفتيات وإقامة علاقات صداقة وحب معهم فالبنات بالنسبة لهم ( هدف استراتيجي ) .
أما بالنسبة للفتيات أنفسهن ، فمنهن مَن تبحث عن شاب تحبه هي الأخرى ، ومنهن من لا تهتم بالأمر .
يحكي أحد الشباب في كلية الحقوق قصته قائلاً : كانت هناك إحدى الطالبات وقد صارحت إحدى أصدقائي أنها تحبه ، وعلى الرغم من أن صديقي كان لا يشعر ناحيتها بشيء ، إلا أنه قال لها إنه أيضاً يحبها ، فقد كان سعيد أن تأتي إليه إحدى الفتيات وتعبر له عن حبها له ، إلا أن الفتاة اكتشفت بعد ذلك أنه لا يحبها ، فتركته ، وبعد فترة جاءتني نفس الفتاة لتقول لي إنها تحبني أنا
ولذلك أرى أنها تبحث عن أي شخص لتدخل معه في علاقة على أنها علاقة حب مثل الأفلام ، ومثلما ترى صديقاتها يفعلن .
شاب أخر يحكي قصته قائلاً : كانت هناك طالبة في المدرسة المجاورة لنا وكانت جميلة جداً ـ وكانت تمشي مع شباب كثيرين ، أردتها أن تتوقف عن ذلك وتُصادقني أنا فقط ، ولكنى بدأت أَمِل من هذه العلاقة بعد دخولي الجامعة وأفكر في قطع العلاقة معها .

يروي طالب في كلية الحقوق قصة مختلفة بعض الشيء فيقول : وجدت في كليتي فتاة جميلة جداً ، وأحببتها وصارحتها بذلك ولكنها ترددت في أول الأمر بسبب كونها مسيحية وأنا مسلم ، إلا أنني أكدت لها أن هذا الأمر لا يُشكل أي فارق معي ، وبالفعل بدأت علاقة الحب بيننا وتطورت إلى قصة حب مُلتهبة ، وكل يوم ترن لي وأرن لها على هاتفها المحمول عدة مرات في اليوم ، ونرسل رسائل كثيرة لبعضنا ، وهى تريدني أن أعمل مع والدها ، إلا أنني مازلت متردداً ، فأبي لن يوافق على ارتباطي بهذه الفتاة ، ومازلت لا أعرف ما هو مستقبل علاقتي بتلك الفتاة ، فأنا في حيرة من أمري .

ويحكي طالب بكلية الفنون الجميلة ليقول : يتم تقسيمنا في الكلية إلى مجموعات عمل ، في مجموعتي فتاة أحببتها كثيرًا ولكنى لم أصارحها ، ومعظم أصدقائي كانوا يؤكدون لي أنها تحبني جداً هي الأخرى ، وصارحتها ولكنها صدمتني إذ قالت لي أنها تعتبرني أخاً لها ، وأنها تريد عريساً جاهزاً حتى لا تنتظر كثيرا ، ومازلت أعانى من هذه الصدمة حتى الآن ولن أقوم بعمل أي علاقة مع أي فتاة بعد ذلك.
وهذا الطالب يروى نتيجة تربية والده المتشددة يقول : أبي كان يراقبني في كل صغيرة وكبيرة منذ أن كنت طفلاً ، وهو الذي يذاكر لي دروسي كلها ، وكان يمنعني من الخروج كثيراً ، لدرجة أنه لم يكن لي أصدقاء إلا عدد محدود للغاية إلى وقت قريب ، وكان يُضيق علي الخناق كثيراً ، وعندما كبرت بدأت في التشاجر معه ومع والدتي حول أسلوب تربيتهما لي ولكنهما أصرا على أسلوبهما الخاطئ ، فبدأت في التزويغ من المدرسة والخروج مع أصدقائي ، وعندما دخلت الجامعة بدأت في الانطلاق وإقامة علاقات كثيرة مع الطالبات لتعويض ما فاتني وما عانيته من تضييق الوالدين ، فبسببهما دخلت كلية الحقوق بسبب مجموعي المنخفض ، فقد كنت أهمل المذاكرة نكاية فيهما وفى تسلطهما على .

لم نكتفي بعنصر الأولاد واتجهنا إلى البنات أيضا ً
( ن .م ) طالبة بكلية الآداب وسألناها عن أخر علاقاتها
قالت : تعرفت على ولد معي في المدرسة في ثالثة ثانوي وأحبني ، وأحببته أنا الأخرى ، وقد كان يقطن في نفس شارعنا وكنا نتقابل كل يوم ، واستمرت علاقتنا عامان تقريباً .
وطبعا أسرتك لم تعلم بشيء ، فلماذا ؟
طبعا لم تعلم بشيء لأنهم يقولون أن الولد الذي يحب البنت لابد أن يتقدم لخطبتها ، فعندما أريد الخروج معه أقول لأهلي أنني خارجة مع صديقاتي .
_وهل ترين أن هذا صحيح ؟
نعم ، أرى أن هذا صحيح ، فعلاقتنا كانت بريئة وكلها حب .
ولماذا انفصلتي عنه ؟
رأيته مع بنت أخرى في شقته!! ، وواجهته ولكنه أنكر ذلك ، ولكنى كنت متأكدة من ذلك فقررت تركه والابتعاد عنه .
استطلعنا آراء الآخرين وهم بعض الآباء ، سألنا أحدهم عن رأيه في هذه العلاقات فقال إن هذه العلاقات قد تحمل نوعاً من الشُبهات ولكنها قد تكون صادقة حقاً ، فإذا أراد ابني أو ابنتي ذلك لن أمنعهما تماماً من ذلك بشرط أن تكون هذه العلاقة علاقة حب وإخلاص وصدق ولا تحمل أي نوع من الشبهات .

وبسؤال أب آخر عن رأيه في هذه العلاقات ، يقول إنه لن يمانع تماماً بشرط أن يرى الولد الذي يحب ابنتي أو البنت التي يحبها ابني ، وأتركهم لأني سأكون متأكداً من أخلاقهم .

قال أحد الآباء عن رأيه : إذا كان ابني يريد الارتباط بفتاة ، فعليه تحمل المسئولية كاملة ، ولن أساعده بأي شيء ، فيكفي أنني قد قمت بتربيته وصرفت عليه حتى التخرج ، وبعد ذلك يتحمل مسئولية نفسه.
هذا الرأي السابق اتفق عليه كثير من الآباء الذين سألناهم .

أسامة الرشيدى

أكرم سامى






سبتمبر ١٥، ٢٠٠٧

اعتقالات سبتمبر بين الأمس واليوم

ده أول موضوع ينشر لى
تغطية مؤتمر جماهيرى تحت عنوان
اعتقالات سبتمبر بين الأمس واليوم



عقدت لجنة الحُريات بنقابة الصحفيين مؤتمراً جماهيرياً تحت عنوان ( اعتقالات سبتمبر بين الأمس واليوم) وذلك يوم السبت الموافق الثامن من سبتمبر بقاعة المؤتمرات بالدور الرابع .
تَحدث في المؤتمر العديد من المُفكرين ورموز السياسة من تيارات سياسية عديدة ، كما تَحدث بعض من اُعتقلوا في أحداث سبتمبر 1981 .
في البداية تحدث جورج إسحاق الأمين العام السابق لحركة كفاية ، ذاكراً بعض الإحصاءات من تقرير البنك الدولي ، منها أن هناك أكثر من 40 في المائة من الشعب المصري تحت خط الفقر ( حوالي 28 مليون ) ، وأن نسبة الفقر في الوجه القبلي 66 في المائة ، منتقداً الصحف القومية لأنها تُصور البلد بصورة وردية تماماً خالية من المُشكلات ، معلناً تضامنه مع إبراهيم عيسى و منتقداً التحقيق معه بواسطة نيابة أمن الدولة .

بعد ذلك أعلن محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات ومنظم المؤتمر تضامن النقابة الكامل مع إبراهيم عيسى في قضيته، وأن ذلك ليس دفاعاً عن جريدة الدستور فقط ولكنه دفاع عن حرية الصحافة في مصر





بعد ذلك صعد الشاعر ( على الفيل ) أحد الشعراء من حزب الغد بمناسبة العثور على أيمن سليمان أحد المتهمين في قضية حزب الغد مع أيمن نور مشنوقاً في زنزانته ، وألقى قصيدتين هما ( بيان للوريث ) ، و( بيقولوا مات )
تناول الكلمة بعد ذلك ( حلمي الجزار ) عضو مجلس الشعب وقيادي في نقابة الأطباء ، حيث قام بعقد مُقارنة بين أحوال مصر في عام 1981 وأحوالها الآن ، وبين مصر منذ ثلاثين عاماً وكلاً من تركيا و إيران منذ المدة نفسها ، وتوصل إلى أن مصر كما هي و تتدهور يوماً بعد يوم بينما الدولتين في تقدم مستمر وتداول للسلطة.
تحدثت بعد ذلك الكاتبة ( فريدة النقاش ) رئيسة تحرير جريدة الأهالي وإحدى المُعتقلات عام 1981، حيث أكدت على أن هناك مؤشرات على أن البلاد مُقبلة على ما وصفتها ب ( أجواء سبتمبرية جديدة) ، وقد علمت أن محافظ القاهرة قد قرر إغلاق جمعية المساعدة القانونية منذ قليل بسبب تقاريرها عن التعذيب والعنف في أقسام الشرطة في مصر، وروت قصة اعتقالها ورفض الإفراج عنها ثم الإفراج عنها بعد ذلك بعد ضغوط من نقابة الصحفيين .
بعد ذلك أعلن عبد القدوس أن يوم الاثنين في نقابة الصحفيين سوف يشهد تشكيل أول هيئة قومية مصرية لمناهضة التعذيب و التصدي له .

قام محمود عامر عضو مجلس الشعب بالحديث عن دوره كعضو في لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشعب ، مشيراً إلى أنه قد اختار تلك اللجنة لطول معرفته وخبرته فيه الاعتقالات حيث اُعتقل أكثر من مرة قبل ذلك.



بعد ذلك تحدث ( حسين عبد الرازق ) أمين عام حزب التجمع ، حيث روى قصة اعتقاله وذكر بعض المعلومات منها أن أحداث سبتمبر لم تكن اعتقالات فقط ولكنها شملت إجراءات أخرى منها

نقل 64 من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية إلى وظائف أخرى ، منهم 24 من أساتذة قسم اللغة العربية في كلية الآداب وهو القسم الذي عُينت فيه جيهان السادات معيدة بتقدير امتياز)
عزل البابا شنودة _
سحب تراخيص عدد كبير من المجلات

إغلاق عدد من الجمعيات المسلمة والمسيحية، واصفاً السادات بأنه كان في حالة جنون في تلك الأيام
تحدث أيضاً محمد البيومي أمين التنظيم في حزب الكرامة ، حيث تناول قصة بيع القطاع العام بما فيها من تجاوزات و إهدار للمال العام، واستبعد حدوث إجراءات مثل أحداث سبتمبر 1981 بسبب خوف النظام من فتح مواجهة أخرى مع الشعب

تحدث كمال أبو عطيه نجم المظاهرات الشهير و الذي سبق اعتقاله 18 مرة وأضحك الحضور كثيرا بنكاته اللاذعة حول النظام ، حيث أكد أن الحكام العرب تحولوا إلى تليفونست لأمريكا ينفذون أوامرها ، داعياً في نهاية كلمته إلى أن الشعب يجب أن يفكر في مرحلة ما بعد مبارك وأن يسأل نفسه ( ماذا بعد مبارك ؟)ا )

بعد ذلك قام محمد عبد القدوس بالتأكيد على أن كمال السنانيرى ( أحد قيادات الإخوان) قد قُتل في زنزانته وأن من قتله هو فؤاد علام ، مما ينذر بمواجهة أخرى بين الطرفين بعد هدوء حِدة المواجهة الأولى بينهم والتي حدثت منذ عام
تحدث بعد ذلك محمد إسماعيل عضو الهيئة العليا لحزب الجبهة الديمقراطية ، وأحمد أبو بركة عضو مجلس الشعب المصري ، منتقدين النظام المصري ، وداعين إلى حركة إصلاح شاملة لكل المجالات

:تقرير وتصوير

أسامة الرشيدى